أرشيف

إلى أين تدفع التطورات الليبية بالأوضاع في اليمن؟

مع تهاوي نظام الزعيم الليبي معمر القذافي ووصول المعارضة المسلحة إلى طرابلس العاصمة، تشهد ساحات الاعتصامات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح في اليمن احتفالات كبيرة.


وتحدث عدد من الناشطين في الساحات اليمنية عن اصرارهم وخططهم للتصعيد لتحقيق اهدافهم في اسقاط النظام واحتفل شباب الساحات في عدد من المدن اليمنية بما اسموه انتصار الثوار في ليبيا على نظام العقيد القذافي.

وشهدت كل من ساحة الحرية بتعز وساحة التغيير بصنعاء وساحة الحرية بعدن وساحة خليج الحرية بمدينة اب وسط اليمن اطلاق الالعاب النارية ابتهاجا بما حققه الثوار في ليبيا.


وخرجت مسيرات ليلية حاشدة يوم الاثنين في عدد من المدن اليمنية ورددت شعارات تنادي بالحسم في اسقاط نظام الرئيس صالح قبل انتهاء شهر رمضان.


وتحدث عدد من شباب ساحات الاعتصامات في اليمن لوكالة انباء (شينخوا) بان سقوط نظام القذافي عامل اساسي في رفع معنوياتهم لمواصلة الثورة والاطاحة بنظام الرئيس صالح الذي يحكم البلاد منذ 33 عاما.


وقال الناشط في ساحة التغيير بصنعاء محمد ابراهيم ان «سقوط نظام القذافي اعطانا معنويات كبيرة في مواصلة تحقيق اهدافنا باسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح».


واوضح ابراهيم بان لديهم خيارات متعددة حاليا لاسقاط نظام صالح. ويعتقد بانه اذا استعصى الامر فلا مانع من اجراء ما اسماها «عملية جراحية صغيرة لإزالة الورم الخبيث» بعملية عسكرية تشنها القوات المساندة للثورة بمساندة رجال القبائل.


واعتبر ابراهيم بانه اذا «استمر تجويع الشعب ومعاملته كأنه قطيع من الاغنام من قبل النظام فاننا نؤكد بان ثورتنا سلمية ولكن سيكون الرد من القبائل والجيش المؤيدين للثورة بالحسم العسكري وهذا ما أعتقد انه سيحدث في الايام القليلة القادمة».


من جهته اكتفى عبدالكريم عامر الناشط في ساحة الحرية بتعز بالقول ان «نهاية القذافي تعني نهاية علي عبدالله صالح وحكمه العائلي وكذلك نهاية مشاريع القمع والإقصاء والتوريث في العالم العربي».


واعتبرت الناشطة اليمنية أميرة العراسي سقوط القذافي يشكل خطرا على الوضع في اليمن بشكل مباشر، مشيرة إلى ان الرئيس علي عبدالله صالح لن يجرؤ على العودة إلى اليمن.


وأوضحت العراسي بانه يفترض على الساحات في اليمن اليوم ان تحسم الثورة لأنها تعد احد الفرص السانحة للشارع اليمني ولا ينبغي إهمالها لانها فرصة حتمية حسمية حقيقية. حسبما قالت.


وبتوجهات عدد من الساحات باتجاه التصعيد والحسم الكامل لاسقاط النظام لم تبدي الاجهزة الامنية قلقها، وقالت إنها ستواجه اي تصعيد قد يضر بالامن والسكينة العامة.


وقال المقدم محمد الماوري السكرتير الاعلامي لوزير الداخلية اليمنية بان فكرة تصعيد الاحتجاجات من قبل الشباب المعتصمين في الساحات بالتزامن مع وصول المعارضة الليبية المسلحة العاصمة طرابلس لن يقلق الاجهزة الامنية في اليمن.


وأضاف ان المعارضة المسلحة في ليبيا لايمكن ان نقارنها بالمعارضة في اليمن «فنحن في اليمن دولة ديمقراطية ولدينا أحزاب سياسية ومنظمات مدنية والنظام لدينا ليس كما هو في ليبيا نظام شمولي.. مضيفا بان المؤسسات الدستورية هي التي تحكم اليمن، والحكم المحلي واسع الصلاحيات».


وتابع الماوري بان هناك خروقات أمنية من قبل ما اسماها «مليشيات» تابعة لاحزاب اللقاء المشترك إلا ان الجيش اليمني سيحمي السيادة الوطنية من اي محاولات للزج بالبلاد نحو العنف.


واوضح بان فكرة التصعيد للاحتجاجات انتهت في اليمن مع سقوط اخر ورقة من يد المعارضة وهو فشل تشكيل المجلس الوطني.. لكنه استدرك قائلا: اذا حدث وان صعدت الاحتجاجات فسنعمل بالمثل اليمني القائل «مابدا بدأنا عليه» ويعني أن الكلام والفعل سيكون في وقته.


وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني راجح بادي لوكالة انباء (شينخوا) «أؤكد ان ماحدث في ليبيا اعطى رسالة قوية وواضحة للممسكين بالسلطة في اليمن بان قرارهم الاتجاه لحسم الامور عسكريا بحاجة الى الغاء تام ليس فقط من ممارساتهم وانما في أذهانهم ايضا وأذهان مستشاريهم الذين ربما هم غرياء على البيئة اليمنية تماما والذين ربما هؤلاء المستشارين كانوا سببا رئيسيا في سقوط انظمة اخرى كانوا هم على دراية عميقة بها.


واوضح بادي بان ماحدث في ليبيا كان درسا عمليا على ان اللجوء للقوة والركون اليها أمر خاسر تماما في مواجهة الشعوب. وعن وضع الساحات اليمنية وعلاقتها بما حدث في ليبيا، مؤكداً بانه «لا شك أن الدرس الليبي قد رفع من معنويات الشباب وجعلهم أكثر اصرارا على تحقيق مطالبهم وكذلك كان التوقيت رائعا بالنسبة للساحات اليمنية خصوصا وان اليمنيون عموما ربما قد كان اصابهم بعض التململ أو الاحباط من الممارسات السياسية الطائشة والقاصرة من قبل بعض السياسيين.. لكن الدرس الليبي يبدو انه كفيل برفع الهمم لدى اليمنيين وخاصة شباب الساحات والسياسيين في الداخل والخارج لعمل بعقل وبتأني».

 شينخوا – فارس الحميري

زر الذهاب إلى الأعلى